الجمعة، 1 يناير 2010

مصر فى عهد الدولة العباسية

مصر فى عهد الدولة العباسية

إعداد الباحث: أشرف السيد الشربينى
إنشاء العسكر:
نزلت الجيوش العباسية التى قضت على الدولة الأموية بقيادة "صالح بن على" و"أبى عون عبد الملك بن يزيد" فى منطقة تعرف بالحمراء القصوى فى الشمال الشرقى من الفسطاط , وكانت أرض صحراوية خالية فأمر القائد العباسى "أبو عون" جنوده بالبناء فى هذا المكان سنة 135هـ / 752م فتم بناء مدينة العسكر وإتخذت إسمها من كونها بنايات خصصت للعسكر العباسى, كما أمر "صالح بن على" ببناء دار الإمارة إلى جانب المسجد الجامع لمدينه الجديدة والذى تم بناؤه سنة 169هـ / 785م فى عهد الوالى العباسى "الفضل بن صالح" فصار ثانى المساجد الجامعة بعد مسجد "عرو بن العاص", كما ضمت المدينة مقراً للشرطة بالإضافة إلى شرطة الفسطاط, وأطلق على شرطة العسكر (الشرطة العليا) تمييزاً لهم عن الشرطة الفسطاط التى أصبحت تعرف بالشرطة السفلى.
وكانت مدينة "العسكر" فى البداية مقصورة على الجنود العباسيين، ولعل هذا السبب الذى جعل الناس يطلقون عليها العسكر، واستمر ذلك الحال حتى جاء "السرى بن الحكم" واليا على مصر عام (201هـ - 816م ) فأذن للناس بالبناء فتهافت الناس على البناء بالقرب من مقر الحكم ونمت المدينة حتى اتصلت بالفسطاط.
ومما يؤسف له أن جميع منشآت العسكر قد إندثرت ولم يبقى منها سوى إشارات المؤرخين الأقدمين.

وتعددت الأسباب والتفسيرات لبناء العباسيين للعسكر, وعدم إتخاذهم مدينة الفسطاط عاصمة لهم ومن هذه الآراء:
1- كراهية العباسيين للأمويين وعدم رغبته فى الإقامة بالمدينة التى كانت عاصمة للأمويين.
2- أنهم فضلوا بناء مدينة جديدة ترتبط بهم وتخلد إسمهم.
3- أن الفسطاط لم تعد صالحة للإقامة بها بعد الحريق الذى أحدثه فيها "محمد بن مروان"
4- وهناك رأى له قيمته أيضاً يقول بأن الفسطاط كانت تزدحم بأهلها وتضيق بالوافدين وأن بناء مدينة جديدة كان مناسباً ولازماً لإقامة الجند الذى جاء إلى مصر مع القادة العباسيين.

بعض من تولى مصر فى عهد الدولة العباسية:
ولاية "صالح بن على بن عبد الله بن عباس" (133هـ / 751م):
ولاه الخليفه العباسى الأول "السفاح" على مصر للتخلص من الأمويين وأتباعهم بالقبض عليهم وأسرهم وقتل الكثيرين منهم وإرسال بعضهم مقبوضاً عليه إلى دار الخلافة العباسية فى العراق, وقد أمر "صالح بن على" بمنح الناس مستحقاتهم التى كانت قد تعطلت بسبب الإضطرابات الأخيرة فى مصر كما عمل على زيادة مسجد "عمرو بن العاص".

ولاية "أبو عون عبد الملك بن يزيد" (133 – 136 هـ / 751 – 753م):
قام الخليفة "السفاح" بإسناد ولاية فلسطين إلى "صالح بن على" فأستخلف على مصر القائد "أبا عون عبد الملك بن يزيد" وأهم ما يذكر لـ "أبى عون" إصداره أمره بالبدء فى بناء مدينة العسكر شمال الفسطاط لتكون العاصمة الثانية لمصر الإسلامية.

ولاية "صالح بن على" الثانية (136 – 137هـ / 753 – 754م):
أعاد الخليفة "السفاح" تولية "صالح بن على" على شئون مصر وفلسطين والمغرب سنة 136هـ فى حين تولى "أبو عون" إمرة جيوش المغرب فأشرف على تجهيز المراكب اللازمة لها بالإسكندرية.
وفى السنة نفسها (136هـ) توفى الخليفة السفاح وخلفه المنصور فأقر "صالح بن على" على مصر, وطلب من "أبى عون" العودة من المغرب لتجهيز سفن "صالح بن على" للتوجه إلى فلسطين. وفى أوائل رمضان سنة 137هـ خرج "صالح بن على" ليلتقى بـ "أبى عون" عند الفرما فى طريق عودته من فلسطين فسلمه الولاية على مصر ووافق الخليفة "المنصور" على ذلك.

ولاية "يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبى صفرة" (144 – 152هـ / 761 – 769م):
شهد عهده بداية ظهور ثورات العلويين ضد العباسيين بمصر, كما كان أول والى يضم برقة إلى مصر تحت إمرته سنة 148هـ, كما واجه ثورة القبط عليه بمنطقة سخا سنة 150هـ فأخرجوا عمال الولاية منها, وإتسعت ثورتهم فلم ينجح جيش "يزيد" ورجاله من إخماد الثورة فقام الخليفة "المنصور" بعزله فى ربيع الآخر سنة 152هـ بعد أن ظل فى الولاية سبعة أعوام وأربعة أشهر.

ولاية "أبى صالح يحى بن واود" (162 – 164هـ / 778 – 780م):
تولى فى ذى الحجة سنة 162هـ وهو خرسانى من أصل تركى, وقد نجح فى توفير الأمن والنظام فى الولاية بعد إضطرابات إستمرت فى السنوات السابقة عليه, وكان لشدته حسمه مع المفسدين أثرها فى إستقرار أحوال الولاية.

ولاية "موسى بن عيس" الأولى (171 – 172 هـ):
حرص "موسى بن عيسى" على بناء الكنائس التى هدمها "على بن سليمان" فبنيت كلها بعد أخذه برأى الإمامين الكبيرين "الليث بن سعد" و"عبد الله بن لهيعة" فقالا بأنها من عمارة البلدانوإعتمدا فى رأيهما بأن عامة الكنائس القائمة بمصر لم يتم بنائها إلا فى الإسلام فى زمن الصحابة والتابعين. وقد تم عزله من الولاية بعد سنة وخمسة أشهر.

ولاية "موسى بن عيس الثانية" (175 – 176 هـ):
وبقى بها لمدة عام واحد قام فيها بزيادة المسجد الجامع, وعزله الرشيد فى آخر صفر 176هـ

ولاية "الليث بن فضل البيوردى" (182 – 187هـ):
وقد إهتم بجمع الخراج أكثر من إهتمامه بأى عمل آخر, حتى أنه كان كلما جمع خراج سنة خرج إلى الرشيد لتسليمها إليه, وقد ثار عليه أهل الحوف لأن المساحين الذين أرسلهم "الليث" لمسح أراضيهم المزروعة قد ظلموهم فى تقدير الخراج على أراضيهم, فلم يستمع "الليث" لشكواهم فأمتنعوا عن دفع الخراج, فخرج "الليث" إلى "الرشيد" فى بغداد ليطلب منه إرسال جيش كبير معه حتى يمكنه جمع الخراج من أهل الحوف, وكان "محفوظ بن سليمان" بباب "الرشيد" فرفع إليه يضمن جمع خراجها عن آخره بلا سوط ولا عصا, فقام "الرشيد" بعزل "الليث" وقام بتعيين "أحمد بن إسماعيل" والياً على مصر و"محفوظ بن سليمان" والياً على الخراج.

ولاية "الحسين بن جميل" (190 – 192هـ):
شهد عهده خروج أهل الحوف مرة أخرى وإمتناعهم عن دفع الخراج, كما قام الخارج "أبو النداء مولى بلى" ومعه ألف رجل من أتباعه بقطع الطريق بأيلة, فأرسل الخليفة "هارون الرشيد" جيشاً بقيادة "يحى بن معاذ" كما أرسل "الحسين بن جميل" جيشاً بقيادة "عبد العزيز بن الجروى" فقضى على "أبى النداء", بينما إتجه جيش الرشيد إلى بلبيس فخضع له أهل الحوف وأخرجوا ما عليهم من خراج فى شوال 191هـ , ثم عزل "الحسين بن جميل" فى ربيع الآخر سنة 192هـ.

ولاية "الحسن بن التختاخ بن التختكان"(193 – 194هـ):
ولاه الرشيد على مصر فى صفر 193هـ , وشهدت ولايته وفاة الخليفة "الرشيد" ومبايعة إبنه "المأمون" بالخلافة, فأرسل بعطاء مصر إلى بغداد فخرج أهل الرملة عليه وسرقوه لأنفسهم, كما شهد عهده حدوث فتنة بين جند مصر راح ضحيتها كثيرون, وفى ربيع الأول سنة 194هـ تم عزله عن ولاية مصر.

ولاية "عيسى بن منصور بن عيسى بن موسى":
بدأت ولايته فى بداية سنة 216هـ , وسرعان ما ثارت فى وجهه أقاليم الدلتا, وخلعوا عمال الولاية وأعلنوا العصيان, فما كان من "الأفشين" إلا العودة من برقة وواجه الثورة مع "عيسى بن منصور" فقتلوا الكثير من الخارجين, ولكن الثورة إستمرت حتى إضطر الخليفة "المأمون" إلى القدوم إلى مصر فى العاشر من محرم سنة 217هـ فعاقب الوالى "عيسى بن منصور" وعزله, وقاتل بجيشه الخارجين من عرب وقبط, ثم عاد إلى مقر الخلافة فى بغداد فى 18 صفر 218هـ.

أهم أحداث الدولة العباسية وأثرها على مصر:
ثورة المعارضين للعباسيين:
تعددت ثورات المعارضين للعباسيين وكان العلويين وبقايا الأمويين هم أهم عناصر المعارضة للعباسيين, وقد شهدت مصر جانباً من هذه الثورات, ففى خلافة "المنصور" قامت بمصر سنة 144هـ ثورة علوية كبيرة تزعمها "على بن محمد بن عبد الله" وعندما أدرك الخليفة "المنصور" تقاعس والى مصر "حميد بن قحطبة" عن إخماد الثورة العلوية عزله من الولاية وعين بدلاً منه "يزيد بن حاتم" الذى تصدى للثورة ونجح فى إخمادها وقتل زعيمها.
وفى سنة 169هـ فى عهد الخليفة "المهدى" ثار أحد أفراد البيت الأموى وهو "دحية بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان" الذى عرف بالمروانى وكاد يستقل بالصعيد, فأرسلت الخلافة العباسية بجيوشها لإخماد ثورته بأسره وقتله.
وفى سنة 252هـ أثناء خلافة الخليفة "المعتز" إستغل العلويين المقيمون فى مصر ثورة "جابر بن الوليد المدجلى" والتى قام بها فى الإسكندرية وبسط نفوذه على معظم أقاليم الدلتا فأنضم إليه العلويين ضد العباسيين, فأرسل الخليفة "المعتز" جيشاً كبيراً بقيادة "مزاحم بن خاقان" التركى فتمكن من إخماد الثورة والقبض على زعمائها, فولاه الخليفة "ولاية مصر" فتشدد مع العلويين ولكن ثوراتهم لم تهدأ إلا بقيام الخلافة الفاطمية فى مصر سنة 358هـ.

النزاع بين "الأمين" و"المأمون":
كان الخليفة "هارون" الرشيد قد أوصى بولاية العهد لأبنه "الأمين" ثم لإبنه "المأمون" من بعده, وترك للمأمون أمر تولية أخيهما "المؤتمن" من بعده.

أسباب النزاع بين "الأمين" و"المأمون":
ترجع جذور النزاع بين الأخوين الأمين والمأمون إلى ثلاثة أسباب هى: مشكلة ولاية العهد – الصراع العنصرى العربى والفارسى – أطماع الحاشية.
- مشكلة ولاية العهد:
فعدما أصبحت الخلافة فى يد "الأمين" بعد وفاة أبيه "هارون الرشيد" سنة 193هـ , قام ببسط نفوذه على ولايات أخويه "المأمون" و"المعتصم", كما قام بإستبعادهما من ولاية العهد ليجعلها لإبنه "موسى" من بعده بتشجيع من العناصر العربية, بينما عارض المأمون ذلك بتشجيع من العناصر الفارسية.
- صراع الفريقين العربى والفارسى:
كانت "زبيدة" أم "الأمين" عربية الأصل, بينما كانت "مراجل" أم "المأمون" فارسية الأصل, فأدى ذلك إلى أن أصبحت العناصر العربية هم أنصار "الأمين", بينما ناصرت العناصر الفارسية أخاه "المأمون".
- أطماع الحاشية:
أدى تدخل رجال الحاشية إلى زيادة النزاع الذى وصل إلى حد عدم العودة عن الصدام.

مراحل النزاع بين "الأمين" و"المأمون":
مرحلة المفاوضات:
وفى هذه المرحلة فشل الأمين فى حمل أخيه "المأمون" على التنازل عن ولاية العهد لصالح ابنه "موسى", مما دفعه إلى خلعه فى عام (195هـ) فأغضب هذا التصرف العنصر الفارسية, فثاروا عليه وأصبح التحول إلى النزاع المسلح أمرا محتم، وأخذ كل طرف يستعد له.
- مرحلة الحسم العسكرى:
إزدادت الإضطرابات فى مصر عندما أسند الخليفة "الأمين" الولاية إلى "ربيعة بن قيس" الذى قام بالتوجه لمحاصرة الفسطاط والعسكر, فإستعان واليها "عباد بن محمد بن حيان" الذى ولاه المأمون على مصر ببعض القبائل العربية لمواجهة أنصار الأمين, وعندما إلتقى الجيشان إنهزم جيش "المأمون" فى ذى القعدة سنة 197هـ.
ولم تنتهى الحروب بين الفريقان حتى هزم "المأمون" فى النهاية وقبض عليه وتم سجنه، ثم اقتحم  بعض الجنود  سجنه وقتلوه وكان ذلك فى الخامس والعشرين من شهر المحرم عام 198هـ، وانتهت بذلك خلافة الأمين.

محنة القول بخلق القرآن الكريم وأثرها فى مصر:
تعود نشأة قضية "القول بخلق القرآن" إلى أواخر العصر الأموى, ولكنها إنتشرت وإستمرت فى العصر العباسى وبالتحديد فى عهود كل من المأمون والمعتصم والواثق, وهى إحدى القضايا الفكرية الدينية التى روجت لها فرقة المعتزلة, حيث قالوا بأن القرآن مخلوق كمخلوقات الله الأخرى, ومعنى هذا رفضهم لمبدأ التنزيل.
وقد تحمس الخليفة المأمون لآراء المعتزلة وعلمائها, وأفسح لهم المجال لعقد مجالس المناظرة لإعتقاده أنها تزيل أسباب الخلاف بين العلماء.
وقد شهد العالم الإسلامى إنقساماً كبيراً نتيجة الجدل الذى دار حول هذه القضية فى عهد المأمون, حتى أنه أرسل سنة 218هـ كتاباً إلى عماله بالأقاليم يطلب منهم تعميم القول بخلق القرآن, وإمتحان العلماء والقضاة فى هذه القضية والبطش بكل من يعارضها.
وقد سار الخليفة المعتصم على نهج أخيه فى حمل الناس على القول بخلق القرآن وزاد عليه فى توقيع العقوبات على المخالفين لهذا القول, وقد أهين بسبب هذه القضية العديد من كبار العلماء مثل: الإمام "أحمد إبن حنبل" الذى سجن بسبب معارضته لهذا القول, وكذلك "إبن يعقوب يوسف بن يحى البويطى" صاحب الإمام "الشافعى" الذى تم حبسه وتعذيبه ونقله إلى بغداد وتم حبسه بها حتى وفاته سنة 231هـ.
ولم يكن الحال فى عهد الخليفة الواثق أفضل مما كان عليه, بل أنه تشدد فى فرض هذه القضية مما أثار عليه أهل بغداد وعلمائها, وطالب بعضهم بعزله من الخلافة, وقد عوقب المخالفين فى الرأى بالسجن مما جعل السجون تزدحم بهم فضلاً عن هرب الكثير من المخالفين فى الرأى, ومن بين من سجن بسبب هذه القضية المؤرخ المصرى الشهير "إبن عبد الحكم" وأفراد أسرته.
وعندما تولى الخليفة "المتوكل" أبطل القول بخلق القرآن فى جميع أنحاء الدولة العباسية, وأرسل خطاباً إلى واليه على مصر "هرثمة بن النصر الجبلى" فى جمادى الآخرة سنة 234هـ يأمره بترك الجدل فى القرآن وإبطال المحنة, ففرح الناس بقرار الخليفة.

المراجع:
 تلخيص لفصول كتاب: عواصم مصر الإسلامية تحكى تاريخها.. للدكتور حسين عبد الرحيم عليوة.. والمقرر على طلبة كلية آداب المنصورة للصف الثالث.. وإن كان فى هذا الكتاب هجوم شديد على الخليفة الثالث عثمان بن عفان بما لا يليق مع أحد أحد المبشرين بالجنة.. لذلك كان التصحيح من خلال:
- موقع قصة الإسلام للدكتور راغب السرجانى:
http://islamstory.com

والدكتور على الصلابى:
http://www.alsallaby.com 

هناك 4 تعليقات:

  1. شکرا جزیل لثبت هذالمطالب المفیدة فی جریدة الحاضر. احد مسلم من جمهوری اسلامی ایران.

    ردحذف
  2. بالنسبة للمصادر والمراجع:
    جميع الأبحاث التى عنوانها:
    مصر فى عهد .......
    هى تلخيص لفصول كتاب:
    عواصم مصر الإسلامية تحكى تاريخها.. للدكتور حسين عبد الرحيم عليوة.. والمقرر على طلبة كلية آداب المنصورة للصف الثالث..
    مع تصحيح لبعض المعلومات فى "مصر فى عهد الخلفاء الراشدين" من مواقع:
    قصة الإسلام: www.islamstory.com للدكتور راغب السرجانى
    وموقع الصلابى: www.alsallaby.com للدكتور على محمد الصلابى
    وموقع إسلام أون لاين: www.islamonline.net
    ....
    فقد كان هذا الفصل يحتوى على معلومات كثيرة خاطئة روجها المعاديين للخليفة عثمان من أنه كان يأخذ من أموال المسلمين.. وما إلى ذلك من تشويه لسيرة الخليفة عثمان.. فكيف لأحد المبشرين بالجنة أن يكون كذلك؟؟؟

    ردحذف
  3. ليه كدا بس

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.